نوفيلا مهره بقلب السلطان كاملة بقلم اسماء ايهاب

الفصل الاول.
باحد المدن الحاكمة و تحديدا بقصر السلطان حيث الفخامة و الهيبة قصر كأنه من ذهب و ارضيته من الماس و اثاثه من فضة نري انه يحدث الآن اضطراب للقصر كاملا هرج و مرج بكل مكان هناك تنظيف و ترتيب و هناك استعداد للجواري و تنظيمات لحفل اليوم فاليوم سوف يعود السلطان قاسم الي القصر بعد سفر دام ثلاث اشهر يعم البهجة القصر لوصول سلطانه باسطبل الخيول التابع للقصر كانت فتاه في قمة الجمال بشرتها البيضاء الحليبية شعرها الاسود الملموم عينها الزرقاء اللامعة اهدابها الطويلة حاجبيها الكثيفة انفها الصغير و شفتيها المتكزة و لكنها ملوثة بالاتربة و ملطخة بالاوساخ تدعي مهرة تقف وسط الاحصنة مكانها منذ الصغر ابتسمت و هو تمسد علي وجهه الحصان الابيض المفضل لديها و تحدثت بفرحة و كأنها تحدث احدي صديقاتها المفضلين السلطان قاسم جاء من السفر تعرف رغم اني مشوفتوش خالص بس دايما بيقولوا عنه حاجات خليتني اخاڤ منه نفسي اشوفه و لو مرة واحدة عشان اشوف شكل الاشرار ازاي بس لكن اعمل اية ابويا دايما مقعدني في الاسطبل جوا لا و كمان بيقول عليا ولد
تنهدت و هي تحني رأسها تنظر لهيئتها انا فعلا شبه الولاد اصلا
سمعت زمير مميز بالخارج تعني وصول السلطان القصر ابتسمت و هي تقول السلطان وصل يعني هقدر اطلع بيك برا القصر في الدوشة
دلف السلطان بهيبته بطوله الشامخ منكببه العريضة وسامته المهلك لقلوب فتيات القصر فهو يمتلك من العيون العسلية نصيب و بشرته الخمرية انفه مستقيم مدبب شفاه رفيعة ذقنه النامية خلاص شعره السمراء المتمردة من اسفل تاج السلطنة كل هذا يجعله يستحق ان يكون سلطانا خطواته مستقيمة محددة و دارسة و خلفه وزراءه استقبلته والدته بترحاب ليقبل يدها باحترام وهو يقول وحشتيني يا امي
ربتت والدته علي ظهره و هي تستنشق رائحته و هي تقول حمد الله علي السلامة يا حبيبي
استقام هو يلقي نظرة علي القصر و الجميع منزل رأسه باحترام وضع يده خلف ظهره و هو يسير بالقصر للذهاب الي غرفته وصل الي غرفته و خلفه امه خلع تاجه و وضعه اعلي الطاولة و هو يقول اية احوال القصر في غيابي يا امي
لتنطق السلطانة الأم و هي تعاونه علي خلع سترته الخارجية الطويلة قائلة متقلقش احوال القصر في غيابك زي وجودك بالظبط
السلطان قاسم و هو يجلس براحة الحمد لله
نطقت والدته النهاردة عاملين حفلة بخصوص رجوعك البلد بالسلامة لازم تكون موجود
رفع السلطان قاسم رأسه و هو يقول اجلي يا امي خليها بكرا النهاردة هخرج من القصر بالخيل
هزت والدته رأسها و هي تقول زي ما تحب يا قاسم خليها بكرا الصبح احسن بليل البلد مش آمان عليك
السلطان قاسم بطاعة لوالدته امرك يا امي انا هرتاح نبهي علي الكل محدش يصحيني
خرجت السلطانة الام تعلن التغاء الحفل اليوم و اعداده بالغد حين سمعت مهرة هذا الخبر لينقلب سرورها حزن بسبب عدم مقدرتها علي الخروج من القصر اليوم وضعت ملابسها التي ادخرت المال ثلاثة سنوات من اجله بمكان نظيف و ذهبت الي الخيل المفضل لديها تربت علي وجهه بحنان و هي تقول معلش يا حيدر مش هنخرج النهاردة بس اوعدك بكرا الصبح قبل ما حد يصحي هنخرج
قبلت الجواد الذي اصدر صهيل عالي و غادرة الاسطبل لكي تنام بالغرفة الملحقة بالاسطبل
صباح يوم جديد صوت زقزقة العصافير ايقظ تلك الجميلة فردت يدها لتطرد نعاسها ابتسمت و هي تنظر الي النافذة و ما يظهر منها من الخارج قامت من الفراش ارتدت ملابسها الجديدة و تسحبت حتي لا يستيقظ والدها حتي خرجت من منزلهم حتي ولجت الاسطبل
وضعت عليه لجامه و سرجه و امسكته تخرج به سرا من باب القصر وجدت الحراسان يقفان و منتبهان الي كل حركة امسكت بحجر صغير رمته بعيدا ليلفت انتباه الحارسان ليذهب الاول ينظر الي هذا الصوت لترمي حجر اخر بعيد اكثر ليذهب الاخر تحسبا لأي شئ لتركض هي بالخيل خارج القصر و هي تضحك بشدة علي هذان المغفلان
بغرفة السلطان استيقظ السلطان قاسم ليقوم من الفراش ينتعل بنعله و يخرج الي التراس استنشق الهواء يدخل صدره ليدلف الي الداخل و يفتح باب الغرفة يحدث الحراس جهزولي حصاني فورا
انحني الحارس بطاعة ليدلف السلطان قاسم الي الداخل يرتدي ملابس ركوب الخيل مستعدا للخروج
اوقفت الجواد و هي تربت علي رقبته نزلت من اعلاه امسكت بلجامه لتسير به الي مكان اشبه بالجنة الخضرا و الجمال طاغيان علي جبال و تضاريس هذه المنطقة شلال مياه يخرج من الصخر سبحان الخالق العظيم هذا المكان مكان للراحة و الهدوء و السکينة ربطت الخيل بشجرة مجاورة لها و وقفت تستنشق هواء هذا المكان باستمتاع شديد و مازالت تغطي شعرها بغطاء رأس جعلها اشبه بالرجال تحدثت الي خيلها و هي تقول تعرف يا حيدر المكان دا بيفكرني ب ماما الله يرحمها كانت هي دائما اللي بتجبني هنا الله يرحمها وحشتني اوي
سمعت صهيل جواد اخر غير الذي بجوارها التفتت لتجد شاب يرتدي ملابس الخيل فكت جوادها بسرعة شديد و صعدت تعليه و حثته علي الركض ليصدر صهيل قوي لفت انتباه الاخر ضړب الخيل باللجام ليركض خلفها و هو يتحدث كأنه ذكر اقف عندك
ازدادت هي من سرعتها و هو خلفها يركض خلفها بخيله فلتت قدمها لتقع من اعلي الخيل الذي هاج فجأة ليجعل الخيل الاخر يجن ليوقع من عليه هو الاخر تدحرجا من اعلي المرتفع الي الاسفل ليستقر الوضع انه يعتليها بوسط ما كأنه به وقع غطاء الرأس عنها و انفرج شعرها رفع رأسه ينظر لمن يظنه عدو متربص له اتسعت عينه و هو ينظر اليها انها انثي جميلة تنظر له بتعجب خضة و لا تستوعب ماذا حدث وقف يلملم ذاته مد يده لها يعاونها علي القيام تردد حتي وضعت يدها بيده جذبها لتقف لټرتطم به متقربة منه شهقت بخضة من امسكها يثبتها و هي ينظر الي عمق عينها ليتحدث بصوته القوي و به بحة هائمة انتي مين و ازاي تيجي الحتة لوحدك
نظرت مهرة الي وضعهم لتمسك بيده تبعده عنها و هي تقول و انت مين و ازاي تدخل اجي فين و اروح علي فين ثم انك انت ازاي جيت المكان دا
ظهرت ابتسامة اعلي ثغره تحولت الي قهقهة عالية و هو ينظر اليها اشار بيده الي الارض حولهم و هو يقول بنبرة يملئها الضحك المكان دا كله بتاعي
نظرت اليه مهرة باستهزاء و هي تقول لية كنت السلطان جنابك
التوي فمه بابتسامة و هو يقول اية مينفعش ابقي سلطان
مهرة و الله عيب شباب اليومين دول انهم بيحلموا احلام اكبر منهم
لينطق و هو ينظر لها من الاعلي الي الاسفل
وانتي يعني اللي قد الاحلام
شردت مهرة بنقطة معينة و هي تقول بنبرة يتخللها البكاء للاسف لو كان بايدي كنت هبقي احسن من ناس كتير معندهمش هدف
ابتسم السلطان قاسم و هو يقف امامها و هو يقول كلام كبير علي سنك و علي حجمك دا
نظرت الي خيلها لتجده نائم بالارض اتسعت عينها بخضة لتدفعه من امامها و تركض الي الخيل چثت علي ركبته تجلس امام الخيل و هي تمسد عليه بحنان و هي تقول له فيك اية يا حيدر انت عمرك ما وقعتني و عمرك ما نمت كدا
تقدم منها و هو يقول غالبا في حاجة دخلت في رجله
امسكت مهرة بقدم الخيل و هي
جلس السلطان قاسم بالارض بجوارها و امسك بقدم حيدر و هو يقول ابعدي انتي انا هشيلهاله
مهرة بفرحة بجد
نظر لها يدوب بزرقة عيناها و هو يقول هو غالي عليكي بالشكل دا لدرجة ان عينك بتلمع بالدموع علشانه
مهرة و هي تربت علي ظهر الخيل هو صاحبي الوحيد مليش غيره
ابتسم السلطان قاسم بخفة و هو يخلع عن حيدر ما ينغرز بقدمه و هو يقول هيبقي كويس متقلقيش
مسدت علي شعره الذي يشبه خصلات شعرها الحريرية و هي تقول انا متشكرة اوي مش عارفة اشكرك ازاي
قام السلطان قاسم يقف و هو يقول سيبيه شوية هيقوم لوحده
مد يده مرة اخري حتي يعاونها علي الوقوف ابتسمت بخجل و هي تتذكر ما حدث قبل قليل لتستند علي الارض حتي تقوم و هي تقول شكرا انا هقوم
اشار الي مكان اعلي مرتفع و هو يقول طيب نقعد علي ما حصانك يقوم
مهرة و هي تهز كتفها ماشي
جلس بجوار بعضهم البعض اعلي المرتفع هزت قدمها بالهواء و هي تضحك بسعادة استوقفها هو قائلا بابتسامة اقدر دلوقتي اعرف اسمك
نظرت اليه و هي تقول مهرة
ابتلع ريقه و هو يتابع خروج حروف اسمها من بين شفتيها المتكزة ليردد هو بعدها اسمها بتقطع و هو ينظر الي عينها
مهرة و انت اسمك اية و جيت هنا ازاي و يعني اية المكان دا كله بتاعك
ليضحك هو بصوت عالي و هو يقول انا اسمي قاسم و جيت هنا لاني بحب المكان دا و كل الارض دي بتاعتي فعلا
مهرة امممم قاسم يا صاحب الارض تسمحلي ابقي اجي هنا
نظر قاسم الي المكان حوله و هو يقول اشمعنا هنا و ازاي بتيجي هنا و انا مشوفتكيش
ادمعت عين مهرة و هي تقول المكان هنا بيفكرني بامي الله يرحمها كانت دايما بتجبني هنا
نظر اليها قاسم و هو يقول مش لازم بكي تقدري تيجي هنا في اي وقت بس بشرط واحد
ابتسمت مهرة بفرح و هي تقول اي حاجة تطلبها
قاسم لازم ابقي موجود
ضحكت مهرة ضحكة جعلت من قلب السلطان صريعا للهوي و هي تقول اكيد مش خاېف اسړق حاجة
قاسم مش خاېف تسرقي حاجة لانك فعلا سړقتي
مهرة انا سړقت سړقت اية
قاسم هتعرفي بعدين
مهرة اكيد مش لازم نتقابل تاني صح
قاسم هنتقابل و هنا الشرط بتاعي كدا
ابتسمت و هي تري حيدر يقف علي قدمه مصدرا صهيل عالي قامت بسرعة شديدة تركض اليه وهي تربت علي ظهره قائلة حيدر انت بقيت كويس
قام قاسم هو الاخر و هو يقول كويس استاذ حيدر بقي كويس
نظرت مهرة الي الشمس الذي ضاء نورها الارجاء بشدة لتتسع عينها و هي تردد ابويا
امسكت بثوبها تضع عليها غطاء الرأس و هي تقول لازم امشي
قاسم دلوقتي لسة بدري
صعدت خيلها بمهارة و سرعة شديدة و هي تقول عشان كدا لازم امشي مينفعش اتأخر عن كدا
قاسم طب هتيجي امتي
حثت مهرة حصانها علي الركض و هي تقول بصوت عالي الاسبوع الجاي زي النهاردة عشان دا شرط
لېصرخ هو مرة اخري بصوت عالي لازم تيجي همنعك من دخول ارضي هستناكي
سمع صدا صوت من بعيد يدل علي انها ابتعدت عنه كثيرا قائلة متقلقش انا قد شرطي
رمح الخيل نحو القصر حتي تدلف الي الاسطبل قبل استيقاظ والدها و جلس هو اعلي المرتفع بابتسامة تشق وجهه
في الليل قامت الحفل بمهجع السلطان الجواري تتراقص امامه و هو شارد بشئ اخر ابتسم و هو يتذكر وجهها الفرح بسلامة خيلها برئتها بتصديقه انه لا يمكنها دخول الارض الا باذنه اتسعت ابتسامته اكثر بل وصلت الي ابتسامة هائمة و هو يتذكر حين وقع من اعلي الخيل حين وجدها اسفله بخضتها البريئة و كأنها لا تعيش بعالمنا وجد من يتحدث بجواره
هي البنت اللي في النص دي عجباك
الټفت ينظر بجواره ليري ان والدته من تتحدث لينظر الي من تتحدث عنها ليرد قائلا و قد عاد حازما مفيش واحدة من البنات دي لفتت نظري و مش عايز حد يفضل بعد الحفلة يا امي
لتتحدث والدته ابتسمتك هايمة فيها
قاسم مش في حد معين هنا انا افتكرت حاجة كنت مبسوط ببها النهاردة
السلطانة الام و اقدر اعرف اية هي
السلطان قاسم انا عايز انام خرجيهم برا مش عايز حد في الاوضة
اشارت السطانة الام الي الجميع بالخروج لتتوقف الموسيقي و يخرج الجميع الي الخارج ليخلع السلطان قاسم تاجه و هو يقول ياريت متعمليش اي حفلات الفترة دي يا امي
السلطانة الام ها مش هتقولي علي اللي بتفكر فيها
السلطان قاسم و هي لازم تكون واحدة الامور البلاد شغلاني شوية يا امي
هزت السلطانة الام رأسها بعدم اقتناع و هي تقول ماشي يا قاسم
وقف خلف العازل بينه و ببن الغرفة ليبدل ثيابه و هو يقول ياريت يا امي تقولي للحارس محدش يصحيني
لاني محتاح انام عشان عندي اجتماع في الديوان الصبح
السلطانة الام انت خرجت النهاردة مش كدا يا قاسم و من غير الحرس كمان
قاسم انا اقدر احمي نفسي يا امي و مش محتاج حرس و اظن من حقي اني اعيش زي باقي البشر
خرجت السلطانة الام بعد ان يائست من الحديث معه و امرت الحرس بعدم ازعاج السلطان ليذهب هو الي غرفة صغيرة سرية بها مكتبه كبيرة من الكتب الضخمة منها القديم باوراق مهترءة و منها الجديد بصفحاته البيضاء اتسعت ابتسامته و هو يغلق باب الغرفة ليصبح بعالمه الخاص بين ملكوته الكبير
مر اسبوع حتي جاء ميعاد ذهاب مهرة الي مكانها المفضل استعدت ككل مرة حتي وصل هذا المكان ربطت حصانها بشجرة كبيرة و جلست علي حافة الهاوية تهز قدمها بالهواء و شعرها يتطاير يشعرها بالسعادة الكلية سمعت صهيل حصانه التي تعرفت عليه التفتت لتعمل انه هو ابتسمت و عادت تنظر الي ما تنظر اليه امامها ربط حصانه بجوار حصانها و جلس بجوارها و هو يقول جيتي من بدري
مهرة لا لسة جاية دلوقتي انا افتكرتك مش جاي
قاسم الوعد وعد و لا اية
مهرة بضحك ايية
قاسم مش هتكلميني عن نفسك
نظرت هي امامها و قالت بتوتر انا معنديش حاجة اتكلم عنها قول انت اتكلم عن نفسك
قاسم انا راجل بسيط من عيلة بسيطة جدا بشتغل
اا بشتغل
تاجر والدي مټوفي و والدتي عايشة ربنا يبارك فيها معنديش اخوات مش متجوز
مهرة ربنا يخليلك والدتك
قاسم ها و انتي
مهرة بحزن فماذا تقول انني اعمل باسطبل السلطان كالصبيان انا معنديش حاجة اقولها
قاسم طب عيلتك اي حاجة عنك
وقفت هي سريعا و هي تقول معلش لازم امشي
امسك بيدها و هو يقول بسرعة كدا
مهرة و هي تنظر اليه يده و تنتقل الي عمق عينه لازم امشي
قاسم لسة الشمس مطلعتش هنقعد لحد الشمس ما تبدأ تطلع و مش هسألك في اي حاجة صدقيني
سحبت يدها بلطف و هي تهز رأسها و تجلس مرة اخري قائلة ماشي موافقة
جلس هو بجوارها و هو ينظر اليها تبعد الي مكانه و هو ينظر اليها بابتسامة قائلا كدا احلي بكتير مش كدا
هزت رأسها و هي تنظر الي الاسفل بخجل بدأ هو بالتحدث عن نفسه قليلا
مر شهر و بكل اسبوع يرون بعضهم البعض يتحدثون عن كل شئ بحياتهم و لم تتحدث مهرة ابدا عن حياتها و لا عائلتها و هو ايضا ېكذب بشأن كونه السلطان تعلقت به بشدة باءت تنتظر هذا اليوم بفارغ صبرها صارت تعشق الحديث معه رغم قصر الوقت ابتسامته نكاته و ضحكاته التي تدل علي بساطته انتهت من تنظيف الخيل و هي تبتسم لتذكرها اياه وقف والدها امامها و هو يتسأل كدا خلصتي يا مهرة
مهرة و هي تضع كل شئ بمكانه مرة اخري انا
ليتحدث والدها مرة اخري و هو يسير الي الخارج طب تعالي عايزك
دق قلبها پعنف لاعتقادها انه علم